يمتاز بهدوئه الشديد، وبتصريحاته التي تتميز بالتركيز على كل التفاصيل، بحيث تعتبر فعلاً مرجعاً للمعلومات بالنسبة للمهتمين بمجال النقل السككي.
يعرف محمد ربيع الخليع، مدير المكتب الوطني للسكك الحديدية، أيضا باجتهاده الكبير في تنويع عروض القطارات وخلق شراكات مع أكثر من جهة بهدف تحويل تجربة الرّكوب إلى متعة وتسلية حيناً، وتفاعل وإفادة حيناً آخر.
وصفته مجلة جون أفريك، نقلا عن مقربين منه، بأنه "خجول وإنسانيّ"، وأنه أيضا "غير قابل للكسر"، في إشارة إلى صلابته ومحافظته على منصبه لسنوات طوال.
سطع اسم الخليع بقوّة بعد إطلاق الخط فائق السرعة بين طنجة والدار البيضاء، وبدء قطارات "البراق" في العمل، حيث أصبحت الجودة والدقة هي أساس قطارات "البراق" بشكل خاص، والقطارات الأخرى بشكل عام.
فأي مسار قطعه المسؤول محمد ربيع الخليع، كمدير للمكتب الوطني للسكك الحديدية، في منصبه الذي دام ما يقارب 18 عاما؟ وكيف احتفظ بهذا المنصب وسط تحديثات لا تنتهي؟
هو من مواليد 1963 بمدينة طنجة التي درس بها إلى أن حصل على شهادة البكالوريا سنة 1982 في شعبة العلوم الرياضية، قبل أن ينتقل إلى مدرسة المهندسين بالمحمدية سنة 1987.
اختار الخليع خلال دراسته شعبة "صناعة العربات" بالمدرسة، وبمجرد تخرجه خاض مباراة الولوج للمكتب الوطني للسكك الحديدية، والتي اجتازها بنجاح ليصبح بعد فترة قصيرة المسؤول الجهوي الأول عن المكتب بمدينة القنيطرة.
وطيلة سنوات، تقلب الخليع في عدة مناصب إدارية، وأبان فيها عن كفاءة إدارية لفتت انتباه الملك المحمد السادس الذي قرر تعيينه مديرا للمكتب الوطني للسكك الحديدية سنة 2004، وهو المنصب الذي لا زال يشغله لحد الآن.
أطلق المغرب الخط فائق السرعة سنة 2018، وكان فعلا نقطة تحول في مسار الخليع، حيث كان نقطة ضوء حقيقية على عدة مستويات، جعلت المكتب الوطني للسكك الحديدية يتخذ مسارا جديدا أيضا تحت قيادة هذا الأخير.
فالمحطات التي بنيت كانت على أحدث طراز، وأثمنة البراق ومواعيده كانت في أغلبها في المستوى المطلوب، فخفت حدة التعليقات السلبية تدريجيا وإن لم تتوقف نهائيا طبعا.
كما تم في يوليوز من سنة 2021 انتخاب محمد ربيع الخليع في منصب نائب رئيس الجمعية العمومية للاتحاد الدولي للسكك الحديدية، في دورتها الثامنة والتسعين، مستمراً في نفس الوقت في منصبه رئيسا للاتحاد بجهة إفريقيا.